قصيدة فكاهية في الطعام للشاعر موسى الأحمدي

قصيدة فكاهية في الطعام للشاعر الشيخ موسى الأحمدي - رحمه الله -


إني إلى اللحم يا جند القرى قـــــــرم***وفي فؤادي منه النار تضطــــــــــرم

لحم الخراف إذا ما طاب يعجبنــــــي***والطب قال: به الأدواء تنحســـــــــم

يزيد في الوجه نورا سر ناظـــــــره***ولا ينال الذي أدامه الســــــــــــــــــأم

ما أجمل اللحم فوق النار تنضجــــه***والسمن في جوفه والجمع يبتســـــــــم

أما الحساء فمالي عنه مصطبـــــــر***به وبالكسكسى اللـــذات تنسجـــــــــــم

حساء لحم الدجاج بالفريك لـــــــــه*** طعم عجيب إليه تنشط الهمـــــــــــــم

والحوت إن أتقن الطاهي طباختـــه*** فاق الحنيذ بهذا قال بعضهــــــــــــــم

والرز والعين و الكفتاة بينهـــــــــم *** وكل ما يُشتهى في البيت منتظـــــــم

موائد فوقها ما لذّ من أكـــــــــــــل***والماء كالشهد في أكوابه شبــــــــــــم

وقال للقوم داعيهم ألا انتبهـــــــــوا***هذي الموائد قد مدت هيا انتظمــــــوا

هبوا إليها كأسد الغاب يدفعهــــــــم*** شوق إلى ما حوت وكلهم بهــــــــــم

رجال حرب لدى الهيجاء تعرفهــم***ما منهم أحد في الروع ينهــــــــــــزم

سلوا السيوف وراحوا يفتكون بـــها***فتك الحقود بمن زلت به القـــــــــــدم

فالخبز مبتلع والحسو منســــــــرط ***والرز ملتقم واللحم ملتهــــــــــــــــم

والشوك تعمل والأضراس طاحنــــة *** والبطن يكبر والمضياف يحتــــــدم

لكنه قلّ مَن في الحرب يثبت فـــي***يوم الكفاح إذا ما استوقد الضـــــــرم

إلا الذي هو في ذا الجمع ينشدكــم***فإنه بطل بل مفرد علــــــــــــــــــــم

الحسو والرز والمطلوع يعرفنــــي***والكعك والخبز و الكسكاس واللحــــم

والبرتقـال له في الناس سمعتـــــــه***والمز والعنب المصفر محتــــــــــرم

ولي شهود على ما قلت تشهـد لـي***بأنني في ميادين القِرى لهــــــــــــــم

أشمّ كالقط ريح اللحم من بعـــــــد*** فأستريح وما ازدردَت ينهضـــــــــــم

كأنني ما أكلت الخبـز من زمــــــن***وماشربت ولم يفتح لذاك فـــــــــــــم

فلا تظنوا رفاقي أن ثمـة مـــــــــن***في الناس غيري لذا الطعام يلتهـــــم

يمناي كالبرق للأخباز خاطفـــــــــة ***وفي حشاي رحى كالنار تضطــــرم

ترحي الحجارة بل ترحي الحديد وما*** تنفك غرثى أخي لأنها حطــــــــــم

وهل هلال أو البـــراش ميســـــــرة***أوابن هند فشافي البلع ذكرهـــــــــم

وهل سليمان مثلــــي في شراهتــــه***وهل يشقّ غـــــباري في الورى نهم؟؟

شكـــرا جزيلا لمن يا قوم أكرمنــــا***وهكذا فليكن في مثله الكــــــــــــرم

ولست أغمط حقا لآكلين فهــــــــــم***ذخري وفخري وجمعي أحتمي بهـــم

فالله يجزيـــــهم خيرا ويحفظهـــــــم***من كل ما يستعيذ منه جمعهــــــــــم

نظم الأستاذ:موسى الأحمدي نويوات – الجزائر
1903-1999م