صناعة الرحىإستفاد الإنسان من الحجارة فصنع أدوات تلبي احتياجات حياته اليومية .
والرحى من أشهر الأدوات الحجرية وأكثرها استخداماً . فهي أداة استخدمت لطحن الحبوب و عرفت في تراثنا منذ فترة قديمة جدا و تعتبر من ضمن الأدوات المهمة لدى الأسرة ، وهي أداة يومية الاستعمال و ليست موسمية كالمحراث مثلا .
---------------------------------و الرحى كانت تصنع من حجارة صلبة خاصة [من صخور الجرانيت أو أحجار البازلت بقطع أو قلع الكتل الحجرية المناسبة بواسطة العتلة أو المعول] و لها صناعها المتخصصون و تتكون الرحى من جزأين رئيسين ....
الجزء السفلي كما هو معروف دائري الشكل ومثبت بمركزه قضبان معدنية يدور عليها الجزء العلوي المتحرك وبه فتحه كبيرة نسبيا تسمى ( قلب ) ينفذ من خلالها بحيث ينضغط بين قطعتي خشب تسمى (فرايش) لمنع تدهور الجزء العلوي اثناء الدوران مع الإبقاء على فتحات فراغية في جانبي الفرايش لتقيم من خلالها الحبوب.
وتسمى الرحى الكبيرة بـ (التارشة) و الصغير ة بـ (الطوري)
---------------------------------طحن الحبوب عمل تقوم به المرأة ويعد من شؤون بيتها الأساسية و هو عمل شبه يومي حيث تقوم بوضع جلد خروف تحت الرحى ويسمى ( رقعه ) و هي كلمة عربية صحيحة وتستقبل تلك الرقعة الإنتاج سواء كان دقيقا أو (دشيشا) ...
ثم يوضع إلى جانبها وعاء مصنوع من السعف ويسمى ( طبق ) وبه كمية الحبوب المراد طحنها...
بعد ذلك تجلس المرأة أمام الرحى و تثني إحدى رجليها وتمد الثانية و ذلك الوضع يمكن المرأة من التمركز بقوة و السيطرة التامة أثناء قيامها ببذل الجهد لتحريك تلك القطعة الصخرية.
تقوم المرأة بتحريك الجزء العلوي بحركة دائرية ممسكة بقطعة خشبية مثبته بمحيط الجزء العلوي وتسمى تلك القطعة ( شظ )
وعند بداية الدوران تقوم المرأة بتلقيم الحبوب عبر الفتحة فإذا أرادت دقيقا كانت بطيئة في رحي الحبوب , حيث يتسنى للرحى طحنها جيدا وإذا أرادت (دشيشا) أسرعت في لقم الحبوب في الرحى فتكون الحبوب كثيرة و تتزاحم داخل الرحى ويؤدي تزاحم الحبوب إلى ارتفاع نسبي للجزء العلوي فلا يتم طحن الحبوب جيدا فتخرج من الرحى بفعل الدوران مكسورة فقط وهي ما تسمى بالدشيشة.
لا تستطيع إمراة واحدة تحريك الرحى الكبيرة ( التارشة ) بمفردها ولذلك عادة ما تتعاون عليها إمرائتين في الرحي .
و قد توطدت علاقة قوية بين المرأة و الرحى فكانت تحاكيها بما يدور في خلدها من أحاسيس و تسمى هذه المحاكاة بالـ (القذارة) وتسمى المرأة التي تعمل على الرحى بالـ (هجاية)
أغاني الرحي …في التراث الشعبي الليبيطحن الحبوب هو مجهود شاق تقوم به المرأة و يحتاج الى مجهود عضلي و صبر, لذلك لكي تتصبر المرأة فهي تصاحب عملية الرحي بالغناء الايقاعي و الذي يتناسب مع حركة اليد و الجسم.
و عادة ما تكون أشعار تعبر عن حالتها الوجدانية و النفسية لحظتها , و هنا أمثلة على أغاني الرحى….
هيا رحى صونك و سلم سيدك …………. و كانك على رمي الشعير نزيدكالمرأة هنا تتكلم مع رحاها و تناجيها و تدللها لكي لا تتوقف عن العمل لأي سبب , تغريها بتلقيمها المزيد من حبوب الشعير…
هيا رحى ديري الشعير بسيسة ……….. سيدك يستنى في فطور تريسههي هنا تستعجل الرحى في العمل و كأنها تتكلم مع نفسها و تحذرها من أن السيد الذي هو الزوج ينتظر إفطار ضيوفه, التريس تطلق على الرجال..
في الصبح نرحي و في العشية نرحي ……… جهدي انقطع ياناس قلة فرحيهي تشتكي من قدرها الذي جعل جل عملها هو الطحن و الرحي و ليس لها وقت للفرح
شعيرك مكدس و الحطب في الوادي ……… و سيدك على حلب الغنم يناديتكلم نفسها و تذكرها بكمية الأعمال المتراكمة عليها, الشعير مكدس يحتاج الى الطحن, و الحطب الذي تحتاجه للطبخ عليها أن تذهب لجمعه و إحضاره و زوجها ينادي عليها لكي تحلب الغنم …
منقووول بتصرف